ما هي المدة التي يمكن للشركات العيش بها في ظل التدفق النقدي السلبي؟
غالبًا ما يتم تقييم صحة واستقرار أي شركة على أساس التدفق النقدي. إذا كانت الشركة لديها ايرادات أكثر مما تنفق، فيقال إن لديها تدفقات نقدية إيجابية. من ناحية أخرى، إذا كانت المصروفات أكثر من الإيرادات, فيشار إليه بالتدفق النقدي
السلبي.
الآن، تشير الحكمة التقليدية إلى أن الشركات التي تمتلك تدفق نقدي إيجابي تكون أكثر استقرارًا وتعمل بشكل جيد من الناحية المالية مقارنة بشركات ذات التدفق النقدي السلبي. في بعض الحالات، قد يكون هذا صحيحًا ولكن بشكل عام ليس الأمر بهذه البساطة. نحن بحاجة إلى إلقاء نظرة أوسع على بعض العوامل والمتغيرات الأخرى للشركة لتطوير فهمنا لاستقرارها وصحتها المالية.
هل يمكن أن تكون التدفقات النقدية سلبية لديك؟
إذا قمت بفحص السجلات المالية مثل الميزانيات العمومية وبيانات الأرباح والخسائر للشركات الكبيرة، فستلاحظ أنهم اختاروا جعل التدفق النقدي سالبًا لفترة. على سبيل المثال: شركة أمازون، و التي تعد حاليًا أكبر منصة للتجارة الإلكترونية عبر الإنترنت، ظلت سلبية التدفق النقدي لسنوات. عادة ما تفعله هذه الشركات هو إعادة استثمار إيراداتها التي تحصل عليها، في فرص النمو المستقبلية مثل بناء البنية التحتية، توظيف أفضل المواهب، وتبسيط سلسلة التوريد، وخلق حضور رقمي أفضل، و بناء سمعة العلامة التجارية، و غيرها الكثير. هذا يعني أنه على الرغم من أنها سلبية التدفق النقدي حاليًا ، إلا أنها تعمل على تطوير أعمالها وجعلها أكثر استقرارًا وتوجهًا نحو الربح في المستقبل. لذا في الواقع، لا بأس أن تكون التدفقات النقدية سلبية في شركتك طالما أنك تخطط للمستقبل. إذا لم يكن الأمر كذلك، فأنت بحاجة إلى تقدير أسباب التدفق النقدي السلبي لديك وكيف يمكنك إدارة التدفقات النقدية لتوسيع نطاق العمليات التجارية.
تقدير التدفق النقدي للشركات
يعد تحديد التدفق النقدي أمرًا ضروريًا للشركات لأنه يساعدها على الوصول إلى استراتيجية قابلة للتطبيق لإدارة النقد لديها.
يتضمن نوعين من الأرقام التي تحتاجها الشركات للتقدير:
- الاحتياطيات النقدية المتوفر في الشركة.
- التدفقات النقدية الخارجة* أسبوعية أو شهرية.
على سبيل المثال، إذا كان لديك 50،000 ريال نقدًا في متناول اليد وكانت نفقاتك الشهرية حوالي 10،000 ريال، فلديك خمسة أشهر قبل الوصول إلى قيمة 0. ومع ذلك ، فإن تقدير التدفق النقدي ليس بهذه البساطة.
من أجل الحصول على صورة أوضح، تحتاج أيضًا إلى معرفة ما يلي:
-الإيرادات التي ستجلبها في الأشهر القليلة المقبلة يمكن أن تكون في شكل إيرادات إضافية، أو تمويل جديد، أو استثمار. سيكون لها تأثير إيجابي على احتياطاتك مما يمنح عملك فرصة للعمل لفترة أطول.
– هناك عامل آخر يجب مراعاته وهو التدفقات النقدية الخارجة غير المتوقعة والتي يمكن أن تشمل إصلاحات ضرورية أو فواتير الضرائب أو دفعات التمويل أو عمليات الاستحواذ الرئيسية. سيكون لها تأثير سلبي على احتياطاتك مما يقلل من قدرتك على الاستمرار في العمل.
كيفية إدارة التدفق النقدي السلبي:
تخفيض المصاريف
الطريقة الأمثل لتقليل التدفق النقدي السلبي في شركتك هي من خلال إدارة المصروفات. راجع جميع نفقاتك وقلل المصروفات الغير ضرورية. حتى تصل نسبة التخفيض إلى 10٪ – 20٪ من مجمل النفقات الشهرية يمكن أن يحسن ذلك الوضع المالي لشركتك.
زيادة تدفقات الإيرادات
عامل آخر يمكن أن يكون له تأثير كبير وأكثر استدامة على التدفق النقدي لشركتك و هو مبيعاتك أو إيراداتك. ابذل قصارى جهدك لبيع المزيد من منتجك أو خدمتك لأنها تعزز فرصك في تحسين التدفقات النقدية بشكل أوسع.
إعادة التفاوض على شروط التمويل
هناك طريقة أخرى لإدارة التدفق النقدي السلبي وهي التفاوض على شروط مدفوعات التمويل الخاصة بك التي ستكون مستحقة في المستقبل القريب. إذا كان بإمكانك تمديد الموعد النهائي لتسديد المدفوعات للممول الخاص بك أو إعادة جدولة التمويلات. على الرغم من أن هذه إجراءات قصيرة الأجل ، إلا أنها يمكن أن توفر لك شريان الحياة عند الحاجة.
الحصول على تمويل الفواتير من خلال ليندو واحدة من أفضل الطرق لسد الفجوة بين التدفقات النقدية الداخلة والخارجة هي تلقي الدفعة المستحقة فعليًا لعملك. يمكنك صرف مستحقاتك من خلال منصة ليندو لتمويل الفواتير لتوفير سيولة نقدية على الفور. الميزة الأساسية لهذه الإستراتيجية هي أنها ليست حلاً قصير المدى حيث يمكنك الاستمرار في صرف مستحقاتك طالما أنك تعمل في مجال الأعمال وتحافظ على تدفق نقدي سليم ومستقر دون الحاجة إلى أستخدام أي طرق مختصرة أو إزعاج عملائك بطلب الدفع المبكر لفواتيرهم يمنحك ذلك تقوية العلاقات مع عملائك.
* التدفقات النقدية الخارجة: عبارة عن جميع المبالغ التي سيتم إنفاقها على المشروع منذ ظهوره كفكرة وحتى الانتهاء من إنشائه وتجربة تشغيله وبدء الحصول على الإيرادات من تشغيل المشروع وكذا التكاليف المترتبة على تشغيل المشروع طوال عمره الاقتصادي